حكاية التلاجة والشيك
ما تخافوش يا جماعة ... أنا الحمد لله لسة بعقلي
بس يعني ابتديت أكلم نفسي شوية من كتر الهمو بعدين قلت لنفسي طب ليه ما أحكيش للناس و أبعبع
ح أحكي لكوا حكاية التلاجة و الشيك
أصلاً ما فيش علاقة أشاساً بين التلاجة و الشيكدي قصة ... و دي قصة تانية خالصبس بقدرة قادر ... بقت دي قضية و دي قضية تانية خالصما جمعش بينهما غير محكمة جنح حدائق القبة اللي في مجمع الجلاءواحدة شهر حبس ... و التانية تلات شهور ... يا نهار مدوحسشفتوا الهنا اللي أنا فيه ؟؟؟
و على رأي برنامج العرايس القديم في التليفزيون بتاع الفنان محمود رحمي الله يرحمهيا حلوللي يا حلوللي ... و دا إيه ده اللي بيحصل لي
و لو حكينا يا حبيبي ... نبتدي منين الحكايةنبتدي بالتلاجة ... و لو إن الدنيا مش ناقصة برد
و قال لك إيه قال لك آه
قال لك في سنة 2002 واحد موظف غلبان لقى في جيبه قرشين و لقى في دماغه أحلام و آمال تكفي قبيلة ... قوم إيه بقى ... قوم أجر دكانة من واحدة ست طيبة قانون جديد و فتحها مكتبة ... و هات يا واد كراريس و كشاكيل .. هات يا واد أقلام و أساتيك و مساطر ... هات يا واد مكنة تصوير .. و حتة باترينة ألوميتال كدة لزوم الحلويات ... و جيب لك خط موبايل موجة لزوم العيال اللي عايزة تحب... حلو ؟ ... حلو
و المكتبة كات فين يا محترم ؟ ... كات في برج الأطباء اللي في شارع العباسية عند كلية الهندزة ... يعني بقى مافيش أحسن من كدهه ... اشتغل بقى و ربنا يفتحها في وشك ... حلو ؟ ... برضه حلو
و بعدين يا سيدي يا ما إنت طلعت في دماغ الأفندي إنه يمشي صح لأنه مواطن صالح ... و عمل بطاقة ضريبية و سجل تجاري و تأمينات كمان بإسم مراتي لأني مستوظف زي ما قلنا ... حلو ؟ ... لسه برضه حلو
و قمت مقدم طلب لشركة البيبس و شركة الكاكولا و الشركات بتوع الجيلاتي عشان ييجوا يحطوا لي تلاجة في المحل و لا مؤاخذة ... و الحمد لله جت التلاجات بعد كام شهر و دوخة و معاينة للمحل و المكان - زي ما أكون متقدم أطلب إيد التلاجة - واحدة من شركة البيبس و التانية من شركة جيلاتي اسمها آيس مان و آدي الشغل النضيف يا باشا ... حلو ؟ ... حلو
و لاز م بقى يا اسمك إيه تمضي على استلام التلاجة ... أمضي ما أمضيش ليه ؟ ... يا نهار ازرق ... ده مش إيصال استلام يا أستاذ ... ده و لا مؤاخذه إيصال أمانة ... حلو ؟؟ ... لأ معلش .. كده مش حلو
قالوا لي يا عم امضي ده إجراء روتيني .. دي حتة ورقة كدة ... و التلاجات دي حتروق المحل و تنوره و تشغله ... و آدي نجف بتاع الفول و الطعمية فتح جنبك في نفس العمارة و كمان قهوة دريم اللي منورة في شارع العباسية و الدنيا كلها بقت حواليك ... حلو ؟ ... حلو
أخدت لي أجازة بدون مرتب من الشركة ... و كنت كل يوم يا محترم أقف في المحل من صباحية ربنا لغاية نص الليل مش ملاحق ع الشغل ... التلاجات كانت ما شاء الله بتتملي و تفضى مرتين في اليوم ... و العيال بتوع كلية الهندزة و بتوع معهد عبده باشا و بتوع المدارس اللي في العباسية كلها ييجوا يجيبوا سندوتشات من نجف و يلفوا عشان يقفوا قدام المحل ... افتح لنا يا عمو قزازتين بيبس .. هات يا عم الحاج جيلاتي ... حلويات ... قلم ... مسطرة ... شيبس ... لو سمحت التليفون ... ممكن الموبايل ... دوشة و رزق لغاية نص الليل ... حلو ؟ ... حلو قوي و الحمد لله
نيجي بقى للكلام اللي مش حلو ... و قدر الله و ماشاء فعل
و هكذا ..... سقطت لويز
أول نصيبة ... جت كلية الهندزة و اتفقت مع إدارة المرور و علشان و لا مؤاخذة الزحمة ... و شارع السرايات اتكربس و اتقفل و اتنيل بستين نيلة ... و قرروا يقفلوا باب الكلية اللي على شارع السرايات ... يا خبر احوس ... شارعنا كده مات ... هس ... فين العيال ... هناااااك عند الباب الخلفي اللي بقى الباب الرئيسي ... و سبحان الرزاق ... الحتة اللي كانت صحراء بقت عمرانة و الدكان فيها بالشئ الفلاني ... و المكتبات اللي جنبي بقت تبيع زيت و سمنة و سلامون و محاضرات و كتب مزورة و مضروبة و بيطلعوا يجروا أول ما يشوفوا بوكس الحكومة بتاع المصنفات و الملكية الفكرية
ماشي خليني أنا في السليم ... هاعمل إيه يعني ... اشتغل يا عم على برج الأطباء .. أهو برضه مش قليلمن بعد المغرب لنص الليل و ناس طالعة و ناس نازلة في برج الأطباء ... فين أقرب محل لو سمحت ... أهه ... لو سمحت عصير و حلويات ... أصلي هاعمل تحليل سكر صايم و فاطر ... لو سمحت قزازة ميه كبيرة أصلي هاعمل سونار و الدكتور قال اشرب ع الأقل قزازتين ... لو سمحت حاجة حلوة و لعبة صغيرة للولد الصغير أصله لسة نازل من عند دكتور السنان ... ده طبعاً غير التصوير و التليفونات ... حلو ؟ الحمد لله رضا
و بعدين يا عم جات لك حرب العراق ... بيقول لك أمريكا خلاص حتخش العراق ... الأيام دي كانت أيام سودا على مصر كلها ... السوق كله مات ... و ناس كتير فلست ... و الناس كلها كانت قاعدة قدام التليفزيون ييجي تلات شهور تتفرج و تسمع الصحاف و صدام و بوش و ما كانش حد بيفكر حتى ينزل يشتري فول و عيش ... و لو حد عيان ما بيروحش حتى للدكتور
المهم م الآخر قعدت أحارب في نفسي و أفلفص و أرفّص ... و بعدين قفلتها ... عادي
لا أول واحد قفل ... و لا حاكون آخر واحد بيقفل ... ياعم ده فيه مصانع و شركات و سوبر ماركتات و مطاعم كبيرة بتقفل
المهم قلت بإذن الله ربنا يفرجها و الواحد مش رايد غير الخير ... و ناس كتير قالت لي إوعى ترجع التلاجات للشركات ... ما يمكن يا عم تفتح في أي حتة تاني ... عايز تدوخ نفس الدوخة عشان تجيب التلاجات تاني ... عندك مكان في البيت ؟ ... آه ... خلاص ... خليها هناك
و طبعاً رجعت للوظيفة في الشركة زي اليويو المربوط فيها بأستك ... و البلية لعبت و اشتغلنا و المأموريات بقت على ودنه ... و مين يا عم يفكر في دكانه و لا دياولو ... أنا فاضي يا عم
المهم جت بقى شركة آيس مان بعد كاااااااام سنة و افتكرت إن السخص ده عنده تلاجة ... قاموا خبطوني قضية تبديد ... ما انت ماضي إيصال أمانة يا اسمك ايه ... و بعتوا لي إعلان حضور متهم ع البيت عن يوم الجلسة ... و لجل النصيب اللي مقدرة ربنا ... جماعة من فلاسفة و علماء و جهابذة الشئون القانونية في شركتي أفتوا بعد المداولات و أخذ الآراء و الأصوات بأن الموضوع هايف و ممكن ما تحضرش أول جلسة
و ما رحتش أول جلسة ... و اتخبطت حكم شهر حبس و غرامة 100 جنيه
طبعاً أنا ما عرفتش الخبر السعيد ده إلا لما بتوع مباحث تنفيذ الأحكام عكشوني من البيت و اترميت في الحجز في قسم الحدايق ... و تاني يوم الصبح ركبت عربية الترحيلات البولمان المكيفة بالفيديو و رحت اتعرضت على النيابة ... و أفرجوا عني بعد ما عملت معارضة في الحكم
و يا حلوللي يا حلوللي ... و دا إيه ده اللي بيحصل لي
المهم وكلت محامي شكله كده يعني كويس و بيفهم و الجلسة يوم 6 مارس اللي جاي ... و اتضح بقى سيادتك سعادتك إن ما ينفعش دلوقت أسلم التلاجة للشركة كده بطريقة ودية ... لأ ... ده لازم يتم إخطار الشركة على يد محضر بتسليم التلاجة في القسم بعد تجربتها و يتعمل محضر تسليم و استلام في القسم
على فكرة التلاجة موجودة و شغالة ... و المحامي كل ما اتصل بيه يطمني و يقول لي يا عم ما تخافش و الموضوع أسهل مما تتصور و سيب لي أنا الموضوع ده خالص ... و لسة لغاية دلوقت ما عملش حاجة ... و بيتهيألي كده إنه حاييجي في الجلسة قدام القاضي يطلب التأجيل للإطلاع ... و شكله كدة ح يلبسني البدلة الحمرا
إوعوا تفتكروا حاجة وحشة ... البدلة الحمرا دي بتاعة الفالنتين ... مش بتاعة الإعدام
ممكن بقى تدعوا لي ربنا يعديها على خير
ده اليوم في الحجز يساوي ملايين ... مع إن الحجز مليان ناس حلوة و محترمين و كل واحد فيهم معكوش برضه على قضايا عادية جداً ممكن تحصل لأي واحد ... دي لوحدها حكاية حابقى أحكي لكوا عليها
معلش طولت عليكم قوي ... مش قلت لكم ها تزهقو مني
أما حكاية الشيك أبو تلات تشهر ... بكرة بقى عشان العشا ع السفرة و أنا كده هاضيع
ربنا معاك
ردحذفبس حضرتك و انت بتحكى
كأنك بتعمل بانورما كاملة لحياة المصريين فى فترة معينة
حقيقى جبرتى
يا ريت تبقى تزور مدونتى
لأ والله العظيم ماينفعش لازم تكمل ايه الحصل بعد كدة و كمان تئولنا شوية كدة من حكايات الناس الكانو فالحجز معلش أنا بتءل عليك بس ده عشان تنقزني من كتر التفكير فالحصل بعد كده أرجوووووووووك كمل (ملحوظة دي أول مرة أزور المدونة فضمري يحتم علي أن أبدي اعجابي الشديد:)
ردحذف