الست العجوزة

لو سيادتك سعادتك جاي من غمرة ماشي في شارع رمسيس أو راكب أي وسيلة نقل ... أتوبيس أو ميكروباص أو تاكسي أو ملاكي ... بيبقى في دماغك حاجة واحد بس ... ربنا يهون علينا و نخلص بقى و نوصل لميدان رمسيس
خلي بالك بقى و انت ماشي ... و خد بالك ثانية أو اتنين
بعد مستشفى القبطي قبل موقف السوبر جيت بتاع بوسعيد قدام مدرسة العائلة المقدسة بتاعة الولاد بالظبط
حتلاقي واحدة ست عجوزة على الرصيف اللي في نص الشارع
الست دي عايشة هنا ... أيوة ... عايشة هنا كانت الأول عايشة في نفس الشارع بس ورا شوية بعد السلم بتاع المشاة اللي يعدي شريط القطر و المترو عشان يوديك ناحية حي الشرابية
و باين الحال هناك ما عجبهاش أو الناس بتوع محطة الأتوبيس كانوا بيضايقوها ... فقررت تعزل
المهم
بص لها كويس
حتلاقي شنط و براد شاي و أكياس بلاستيك و كرسيين ولا تلاتة
كل يوم الصبح أشوفها و أنا راكب أتوبيس الشركة عشان أشرب الشاي هناك و أقرا الجرايد و أتكلم في الماتش بتاع امبارح و قزازة زيت عداد الشمس بقت بكام
و كل يوم أفكر فيها و في حالها لمدة دقيقتين بالكتير ... و ساعات نص دقيقة بس
مين الست دي
و قاعده هنا بتعمل إيه
أهلها فين
بتاكل منين
بتنام إزاي
و كمان لا مؤاخذة بتقضي حاجتها فين
و هل وصل بينا الحال إننا بقينا مش شايفين بعض للدرجة دي
طب هل أنا مسئول عنها
طب أقدر أعمل لها إيه
طب أنزل من اتوبيس الشركة و أروح أصبح عليها و أشوف حكايتها إيه
طب أجيب لها حتى حاجة حلوة و لا علبة عصير
و في الآخر أقول لنفسي ما الناس كلها شايفاها أهي
و كلهم بيتفرجوا عليها و يمشوا بسرعة عشان يلحقوا إشارة رمسيس قبل ما تقفل
أوصل عند الزفت الشركة
أجيب الجرنال
واحد فول و واحد بطاطس
أقعد على المكتب
أشرب الشاي
أقرأ الجرايد
أناكف في زمايلي و يناكفوا في
أروح
و أنساها
لغاية ما أشوفها تاني يوم الصبح و أنا راكب الاتوبيس
هو فيه إيه ؟؟
على رأي فاروق جويدة .... ماذا أصابك يا وطن
اصبنا عمى القلب يا سيدى
ردحذفعارف لما بشوف حد زاى كده بفكر برضوا انى اجبله حاجه حلوه علبت عصير ولا اكل
وارجع اقوال لنفسى يمكن هو محتاج الفلوس دى للدوا احسن
خلاص اجبلها دوا
طيب هى هتاخد الدوا من غير اكل
طيب مش تلبس حاجه احسن
وتلف الدايسره بيا لحد ما انسى حتى انا كنت هعملها ايه فى الاول
الناس اصبها عمى القلب والعياذوا بالله
أهلا أستاذ مرسى ,, بص ياسيدى أنا فى إعتقادى المتواضع إن أعداد الناس اللى زى الست دى فى إزدياد ودايما كان بيتعبنى نفسيا التفكير فى حالتهم و دايما بحس إنى مسئول عنهم بشكل أو بآخر وبحس انى شايل ذنب كبير بسبب انى بتفرج عليهم واتمتم بشفايفى واسكت وكنت بسأل نفسى نفس اسالتك بيستحموا فين وبياكلوا منين وبيقضوا حاجتهم فين وفين اهلهم حتى وصلت لسؤال حيوى الناس اللى بتقعد فى الشارع دى وشعرها طويييل بيحلقوه فين ؟ ومين الحلاق اللى بيرضى يحلقلهم.. ولو دخلوا لحلاق , مش ممكن أكون انا بروح لنفس الحلاق ويحلقلى بعدهم بنفس أدوات الحلاقة
ردحذفيانهار مش فايت طيب دول مخزن الميكروبات الرئيسى فى البلد ده أنا كده أبقى فى الباى باى .. لحد ماأفوق من سرحانى وأمشى واسكت وبقايا الاحساس بالذنب جوايا لحد ماوصل الشغل واعمل زى سعادتك بالظبط فطار واحد فول وواحد طعمية ببطاطس وبعدين ,, حد يعلق ع الشاى ياجماعة وبعدين نتكلم فى الجواز شوية ورتفاع سعر الدهب وبعدين تمن كيلو الارز اللى بقى بمش عارف بكام,, ونجيب سيرة المديرين وياترى مين أفضل من مين؟
بس أبشرك يا أستاذ مرسى إن الناس اللى زى الست دى أعدادها فى تزايد مستمر ,, وتقريبا هيبقى نص الشعب كده
ولو حضرتك سمعت إن فى واحد مطول شعره ولابس جاكتة بيجامة معلق فيها نياشين عسكرية مكونة من غطيان الكازوزة وماسك سيف خشب فى ايده وواقف ينظم المرور فى أى ميدان عام فى القاهرة.. اعرف حضرتك إن أنا الشخص ده.. أخوك الأصغر عمرو
سمعت مرة حكاية او قريتها مش فاكرة فين المهم بتقول اية الحكاية دى وهى حقيقة على فكرة
ردحذفان واحد عندة السكر وكان من النوع الى بيعمل غيبوبة والراجل دة فى مرة جاتلة الغيبوبة دى وهو فى الشارع ووقع من طولة وفضل مرمى اكتر من كام يوم ولا حد فكر انة يسال دة مين ومرمى كدة لية ياترى دة ميت ولا عايش ولا اية نظامة ؟؟؟؟؟؟؟؟ظ ابدا ماحدش فكر يسال
بس هقول حاجة حكاية الناس الى مرمية فى الشارع وبنفس النظام الصراحة انا مش بحس نحيتهم باى شفقة لانهم بيتاخذوا من منظرهم وسيلة للشحاتة وتفليس الناس مع انهم فى مقدرهم انهم يحاولوا يشتغلوا انما تبقى شغلتهم الرئيسية انهم يبقوا دايما مرمين كدة اعتقد انة شئ وحش
ثانيا ودة الاهم ماتخفش يا استاذ محمد فى ناس كتير قوى اكتر مما تتخيل فيها الخير وهتلاقيها بتسال عن الناس دى ان ماكنش بدافع فعل الخير فهو بدافع الفضول .
جوجو