لأ و ليه و سندويتش شاورمة و العوامة

أي ولد أو أي بنت

بيسمع كلام أبوه أو مامته

و لما ييجي يقول ليه

يقولوا له كده

أنا قلت كده

أنا عارف أكتر منك

إنت لسه صغير و انتي لسة مش عارفة الدنيا

طب نتنتاقش

أنا مش هاوجع دماغي معاك

أنا قلت كده و خلاص و عارف مصلحتك أكتر منك

كده بيتقلب الموضوع تحدي

ما أنا لازم أعرف ليه

طب مش هاعمل زي ما انتوا عايزين

يعني إيه بقى إن شاء الله

انت فاكر نفسك كبرت ولا إيه

مهما كبرت مش هاتكبر على أبوك و أمك يا قليل الأدب

و تبقى خناقة يا محترم

طب إفرض إنك انت أب فاضي و رايق كده و ليك كلام مع ولادك

مش زي معظم الآباء اللي ولادهم بيشوفوهم ساعة صلاة الجمعة و العيد و بس

و قعدت مع إبنك أو بنتك و عملتوا كبايتين شاي و هات يا كلام

هاتقول كل فكرتك عن الموضوع

ها تشرح كل رأيك

ها تتناقش مع إبنك أو بنتك

ها يسألك مليون سؤال

الموضوع ها يتشعب و ها تدخلوا في نقاشات جانبية كتير

إحتمال إبنك يقتنع بوجهة نظرك

و إحتمال لأ

حتى لو قال لك حاضر يا سي بابا

ها يبقى نفسه يعمل اللي قلت له عليه لأ

ها يبقى نفسه يجربه

نفسه يبقى له هو رأي و وجهة نظر في الموضوع ده بالذات

يبقى ليه هو خبرته الذاتية و العملية

مش مجرد كلام سمعه حتى لو من أكتر الناس حرصاً عليه

كتير أوي ممكن ابنك يقول لك حاضر

و يعمل اللي عايزه برضه

بس من غير ما يقول لك

عايز يعرف

يا ترى بابا فعلاً كلامه صح

يا ترى حكمه على الأشياء مظبوط

ولا ده مجرد كلام سمعه برضه من غيره و بيقوله بناء على رأي ناس تانية

ولا هو عشان بقى راجل كبير ها يخلينا إحنا كمان نعجز معاه

يوسف ابني نزل معايا دمياط في أجازة الصيف من سنتين

و نزلنا في فندق المنشي اللي تقريباً في وسط البلد

كنت باسيبه طول الليل و أروح أنا ميناء دمياط عشان الشغل

و كنت باسيب له فلوس عشان لو حب ينزل يتمشى أو يجيب حاجة

في يوم قبل ما أنزل قلت له أحسن مطعم في المنطقة هو المتبولي أو أبو خالد

بس لو رحت المتبولي بلاش تجيب شاورمة بالذات

لأن الشاورمة بتاعته مش حلوة و دايماً طعمها محروق

هاتلاقي زحمة على الشاورمة و ناس واقفة كتير

بس فعلاً الشاورمة بتاعته مش حلوة أبداً

المهم بعد شغل طول الليل

رجعت الصبح للفندق

لقيت يوسف بيقول لي فعلاً الشاورمة بتاعة المتبولي وحشة جداً

أول ما سمعته قال كده كنت هاموت من الضحك

أنا عارف إنه ها ينزل يشتري الشاورمة بالذات من عند المتبولي

و إلا ما يبقاش ابني

ابني ده بعد كده ها يتخرج و يشتغل و يفتح بيت و يبقى أب

و بنتي ها تتخرج و تشتغل و تفتح بيت و تبقى أم

أنا ساعتها مش هابقى موجود

لازم هما يعرفوا يتعلموا و يحكموا على الدنيا بكل صغيرة و كبيرة

ابني لازم يعرف ينقي خضار و سمك و فاكهة صح

لازم يعرف ياكل إيه و ما ياكلش إيه

يعرف يصاحب مين و ما يصاحبش مين

يعرف يسمع إيه و يتفرج على إيه و يقرأ إيه

لازم يعرف يتعامل مع العفاريت الزرق اللي ماليين الدنيا

لازم يعرف كل حاجة بنفسه

لازم يملا بحر حياته نقطة نقطة

و ساعتها ها يبقى فيه عوام

و ها يبقى مش محتاج العوامة البلاستيك اللي بابا جايبها له