مدرستي و مدرسة ابني

إبني الصغير في مدرسة ثانوي

مش هاقول هي مدرسة إيه و لا هي فين و لا هو في سنة كام و لا حتى اسمه إيه ، لأني ممكن أنا وابني نتحول بقدرة قادر إلى مروجي شائعات و مثيري بلبلة و مكدري صفو عام من الدرجة الأولى ممتازة بالتكييف و الفيديو

المهم خلينا في حكاية المدارسالمدارس زمان و المدارس دلوقت

أنا كنت في مدرسة إسماعيل القباني الثانوية العسكرية بنين اللي في ميدان عبده باشا في العباسية ... و بالرغم إني أصلاً وحيد على بنتين و ماليش جيش ... لكن أبويا و امي دخلوني المدرسة دي لسببين

السبب الأولاني إني أنشف ... طبعا و أنا طالع من الاعدادية ولسة شنبي بينبت في وشي ما كنتش فاهم يعني إيه انشف دي ... بس فهمتها قوي بعد كده

و السبب التاني إني لما ربنا يكرمني و آخد الثانوية أبقى أقدر أدخل كليه عسكرية ... وكان أملي و امل أبويا و أمي الفنية العسكرية بالذات ... المهم قدر الله و ما شاء فعل و دخلت كلية تانية خالص ، وكل ميسر لما خلق له

قضيت في المدرسة الثانوي دي ثلاث سنين ، من سنة 1973 لغاية ما أخدت الثانوية العامة سنة 1976 ... يعني يوم ستة أكتوبر 1973 كنت لسة داخل أولى ثانوي ... و كانوا بيفتحوا لنا الراديو طول النهار في المدرسة نسمع الاغاني الوطنية و البيانات العسكرية ... يعني حاجة كدة تجري الدم في عروق الشباب اللي زي الورد اللي هما احنا و تحببهم في مصر زيادة ، وتخليهم عايزين يروحوا الجبهة يحاربوا و يعملوا عمليات انتحارية كمان عشان مصر

كان عندنا ناظر اللي هو مدير المدرسة اللي معيناه وزارة التربية و التعليم – كان اسمها كده على ايامنا و الله – وزارة التربية والتعليم مش وزارة التعليم بس من غير تربية

و كان عندنا كمان قائد المدرسة اللي هو ضابط جيش برتبة عقيد ، يعني نسر و دبورتين معيناه وزارة الحربية – و كان اسمها كده برضه على ايامنا ... الحربية مش الدفاع

شوف بقى سيادتك سعادتك مدرسة بالشكل ده يعني إيه

البيادة أم حدوة لازم تكون بتلمع – و البيادة دي للي ما يعرفش يعني الحذاء الميريالآيش و الجتر لونهم أبيض زي الفل – وبرضه الآيش اللي هو الحزام و الجتر كان بيتلبس فوق البيادة على الساقشعرنا لازم يكون قصير و اللبس نضيف و مكوي

و كنا حوالي ألف طالب في المدرسة لازم نتجمع كلنا الساعة سبعة ونص الصبح في أرض الطابور ، و كانوا مقسمين الطلاب ثلاث كتائب و كل كتيبة فصايل ... وحدة عسكرية كاملة يعني

كان مجرد صفا و انتباه من ألف رجل لابسة بيادة بيرجوا المدرسة و العباسية كلها ، و كانوا الظباط بتوعنا بيقولوا لنا هي فين الرجالة دي ... انتو لسه عيال ... و يخلونا نفتري أكتر في ضرب الأرض لغاية ما رجلينا تزن و تبقى عاملة زي أكياس الرمل ، و يتعزف على البروجي نوبة صحيان لما نرفع العلم ، و نطلع على الفصول على صوت البروجي و الطبول فايقين و مصحصحين و جاهزين للدراسة

نيجي بقى للتدريس و المدرسين

طبعاً المدرسين كلها بشنبات و تخاف تبص في وشهم أصلاً من كتر الاحترام ، ولو شفت المدرس بتاعك بالليل بعد الدراسة في الشارع تترعش و تجري منه لأنه ممكن يقول لك تاني يوم الصبح كنت رايح فين و جاي منين و مش قاعد في بيتكوا بتذاكر ليه

و ياويله ويا سواد ليل اللي خلفوه اللي كشكوله مش موجود معاه ، و لا نسيه في البيت ، و لا مش كامل و متجلد و متسطر و الخط واضح بلونين أحمر و اسود و التمارين والتطبيقات محلولة فيه ... ولازم كمان يكون الحل صح

و يا ويله يا سواد ليل اللي خلفوه اللي يطلع في الطرقة بين الفصول و يعلي صوته شوية

و يا ويله يا سواد ليل اللي جابوه اللي يتظبط مزوغ من الحصص في الملاعب ، أو جه متاخر بعد الطابور ، أو نط من على السور عشان يدخل المدرسة ... مش عشان يخرج ؟؟

أما بقى اللي أمه داعية عليه و جابته في ساعة سودا ... اللي يتظبط بيشرب سيجارة في المدرسة أو في الحمامات ، بالسلامة ، ده كده اتنفخ ، وحيبقى فرجة المدرسة كلها بكرة الصبح

أما بقى عن التدريس ، تقدر تقول بكل ثقة و اطمئنان إن اللي كان باخد دروس خصوصية على أيامنا حاجة من اتنين ، يا إما عايز يخش الطب أو الهندسة ، يا إما عنده تخلف عقلي ربنا يعافينا ، و هي الدروس معروفة ، درس رياضة في تالتة ثانوي ، و بالكتير قوي مجموعتين كيميا و فيزيا ... و ذاكر الباقي انت يا سي بندق
كان عندنا استاذين مشرفين ... الله يرحمهم إذا كانوا ميتين و يبارك لهم و يديهم الصحة و طولة العمر لوعايشين ... الأستاذ ناجي ... و الأستاذ صليب

و كانوا أساتذة كمان في مادتهم ... و إيه ... واحد فرنساوي و التاني رياضه

لكن بعيد عنك كل واحد منهم ماسك في إيده جريدة نخل معمولة وصاية من الجنايني بتاع المدرسة طولها ما يقلش عن مترين ، يعني حتى لو جريت منهم ... الجريدة حاتطولك حاتطولك ، تاخدلك ضربة بقى و انت وحظك ، يعني الأحسن تقف و تروح للأستاذ و تقولة رايح فين و جاي منين ، لأنه ببساطة حيحفظ شكلك و يحطك في دماغة ، و تبقى سنة سودا عليك وعلى ولي أمرك كمان اللي ماعرفش يربيك و جبت له الكلام و بقيت عيل سو

أما بقى يا محترم لو ربنا كتب لك و أكرمك و أخدت لك جريدتين على إيديك ... يبقى حتفضل إيديك وارمة و متليفة وخشنة يومين على الأقل ، ولا عارف حتى تمسك القلم تحل التمارين ، أي نعم هي علقة تفوت ولا حد يموت ... بس خلاص يا بيه ... حرّمت أعمل كده تاني ... مهما كان اللي انت عملته ... حلو قوي كده

و كان في المدرسة نشاط من كل نوع

حمام سباحة ... صالة جيمانيزيوم كاملة ... ملعب كرة قدم قياسي ... ملعب كرة سلة ... ملعبين تنس
فريق الكورال و الموسيقى ... اللي أنا كنت مشترك فيهم لأني من يومي بروتة زي ما كانوا اصحابي بيقولوا لي و ماليش في الرياضة
كان فيه مكتبة كبيرة و استعارات من المكتبة و مسابقات في المطالعة و القصة القصيرة
كان فيه تربية زراعية و تنسيق حدائق و مشتل بنشتغل فيه
كان فيه تربية فنية و شغل نحت و حفر و رسم و أشغال على النحاس و البرونز

من الآخر كان فيه مدرسة ... مدرسة بمعنى الكلمة

تعالوا بقى نروح مشوار صغنن لمدرسة الواد ابنيوبعد أكتر من تلاتين سنة بالكمال و التمام

هي فين المدرسة ... هي دي المدرسة ؟؟؟ لا يا راجل

العيال بيروحوا المدرسة لابسين أي حاجة ... ما فيش يونيفورم يعنيو بيروحوا من غير و لا كراسة ولا قلم و لا شنطة ... بيروحوا بالموبايل
المواعيد في الدخول و الخروج ع الكيف ، و ما فيش أصلا طابور و لا تحية علم و الكلام الفارغ ده ... تحية علم إيه يا آاااابا
المدرسين نفسهم بيزوغوا ... وساعات الناظر كمان
العيال بتشرب سجاير في الفصول وفي الحوش ... عادي
المدرسة بمدرسينها منصوبة عندي في البيت ... دروس خصوصية يعني
و الواد ابني بيكلم المدرسين بتوعه على طريقة إرغي يا عم الأمور بتاعة اللمبي

أحلى حاجة بقى في الهبل ده كله ... إن اللي يغيب اكتر من اسبوعين يتفصل و يعمل إعادة قيد بشهادة طبية إنه كان ملازم للفراش و عيان بمرض خطير ... والشهادة دي بتتعمل بعشرين جنيه

أما بقى لو كنت مفتح و واد مخلص ، يبقى تظبط المشرف اللي ماسك الغياب و هو يكتبك حاضر و انت مأنتخ في البيت او على القهوة اللي جنب المدرسة ، كده فله و شمعة منورة

طب و بعدين

العيال دي حتكبر وتمسك البلد في يوم من الأيام إزاي ؟؟
العيال دي حيبقى منهم وزراء و دكاتره و مهندسين إزاي ؟؟
العيال دي حتدافع عن مصر إزاي ؟؟

طب بلاش كل ده

العيال دي حتفتح بيوت وتبقى مسئولة عن زوجة و عيال إزاي ؟؟

ربنا يستر على البلد ديو يصلح حالك يا مصر

تعليقات

  1. Salamo alikom Mr. Morsi,
    No you are not the bad one here and don't say these bad things about your self. and no it't not a problem that you have a brain that you use. if you are out of Youtube, its not a problem and people who like you and your video's will find you, you. one more thing I just wanted to say that I'm not from Egypt but I love ti,and I don't see that it's a problem if you love it.

    ردحذف
  2. العيال دي حتكبر وتمسك البلد في يوم من الأيام إزاي ؟؟
    العيال دي حيبقى منهم وزراء و دكاتره و مهندسين إزاي ؟؟
    ارد انا بقى على حضرتك فالنقطتين دول تحديدا :
    ماحدش هيمسك البلد الا حسنى وانجاله
    وكليات القمة يا عزيزى متوافرة والغاوى يدفع وبارك الله فالجامعات الخاصة
    بتقلب علينا المواجع ليه ماهو مفيش فايدة والله
    تحياتى

    ردحذف
  3. يسعدنا ان تنضم لنا وتثري الصفحه بمدوناتك

    https://www.facebook.com/IsmailAlqbany?ref=hl

    ردحذف

إرسال تعليق

محتوى رائع استمروا

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا مكتئب جداً

طب و بعدين

تأثير الصلاة والقرآن في شهر رمضان